نظرا لكبر حجم الموضوع ، يمكنك تحميل الموضوع كاملا بالصور من خلال هذا الرابط
http://www.4shared.com/document/TmYF_sCQ/mohamed_atta.html
أنا
أيضا لم أكن أعلم شيئا عن (محمد عطا) قبل ذلك اليوم الذى عدت فيه من
الخارج لأجد والدى مستيقظا على عكس عادته فى النوم فترة العصيرة ، كان صوت
التلفاز على أقصاه مستقبلا بث قناة الجزيرة بينما الافتة الحمراء المميزة
للأخبار العاجلة تقول أن طائرة مدنية إصطدمت بمبنى التجارة العالمى .
كان والدى يصرخ مؤكدا أن ما حدث هجوم
إرهابى ، بينما كنت واثقا أن الأمر لا يعدوا كونه حادثا عرضيا بشعا .. بعد
دقائق تلقيت إتصالا هاتفيا من صديقى الذى كنت معه فى الخارج منذ دقائق
يناقشنى عن هذا الحادث العجيب ... فى معرض حديثنا قلت له :
- شوف يا أخى الجماعة الأمريكان .. أول
الحادثه ما حصلت بعتوا طياره تانية تساعد الناس اللى فى المبنى .. لكن
الغريب إن دى طيارة نفائة وشكلها مدنية مش عارف هتشارك إزاى فى الإنقاذ .
وفى اللحظة التالية إصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الثانى .. وتوقفت أنا عن إدعاء أن ما يحدث مجرد حادث عرضى ...
فى الأيام التالية للحادث ظهر إسم المصرى
(محمد عطا) كونه مُختطف وقائد الطائرة الأولى التى ضربت البرج الأول فى
هذا اليوم العصيب .. وأن طائرة أخرى دكت برج التجارة العالمى الثانى ،
بينما ضربت طائرة ثالثة مبنى البنتاجون .. وأن طائرة رابعة تم إسقاطها فوق
(بنسلفانيا) قبل أن تضرب هدفا رابعا لا يعلمه سوى الله وهذا المختبىء فى
إحدى كهوف أفغانستان ...(أسامه بن لادن) .
اليوم أكتب قدرا يسيرا من المعلومات التى
أخذت أجمعها واحدة تلو الأخرى من وكالات الأنباء العالمية والمحلية ... أضع
الصورة بجوار الأخرى .. ويمتلىء حاسبى بملف الفيديو تلو الأخر .. قرأت
الكثير وشاهدت وإستمعت للأكثر .. ثم حانت لحظة قررت أن أكتب بعض مما رصدت
كنوع من أنواع تنظيم المعلومات التى جمعتها على مدار سنوات
(محمد محمد الأمير عواد السيد عطا) .. إبن
الثالثة والثلاثون عاما المولود فى (كفر الشيخ) والذى إنتقل الى حى
(العمرانية) بالقاهرة فيما بعد ، لم يكن يدرى وهو يتسلم شهادة تخرجه بتفوق
عام 1990 من كلية الهندسة قسم العمارة أن إسمه سيصبح واحدا من أشهر أسماء
الإرهابيين الإنتحاريين فى العالم ، هذا الذى نشأ فى أسرة متدينة تركت
داخله حبا شديدا لله ورسوله والمؤمنين تعلم الإنجليزية بمهارة من خلال
حصوله على كورسات للغة الإنجليزية فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة ، أضاف
إليها كورسات فى اللغة الالمانية فى معهد (جوته) .
تطلع الشاب المجتهد فى دراسته وحياته
وعلاقته بالله الى الأوضاع الداخلية والخارجية فلم يجد إلا كل ما يبعث على
اليأس .. كانت الظروف الإجتماعية والسياسية والإقتصادية فى مصر تنتقل من
سىء لأسوأ ، وكانت أوضاع العرب تتدهور بزيادة مضطردة ... كان (العراق) قد
غزا (الكويت) ، وكانت (أمريكا) قد بدأت فى التصدى للعراق ، وكان
الفلسطينيين قد إعترفوا بإسرائيل .. وكان هو أصغر من أن يستطيع تغيير أى من
هذه الأمور ... فقرر أن يبحث لنفسه عن عالم جديد ودولة جديدة ووظيفة
مرموقة ... فسافر إلى ألمانيا بحكم إجادته للألمانية .. وأستقر فى مدينة
(هامبورج) فى 24 يوليو 1992 ، وسرعان ما إلتحق فى العام نفسه بالجامعة
الفنية بهاربورج (إحدى ضواحى هامبورج) ، وإستطاع أن يكسب حب وإحترام
أساتذته هناك ، كونه شابا مصريا يسعى للتعلم والتفوق فى أوروبا .
زملائه وأساتذته فى الجامعة إستطاعوا رسم
الكثير من ملامح شخصيته .. قالوا أنه شابا طموحا مجدا فى دراسته ، يشع
الذكاء من عينية .. صموت للغاية ولا يتحدث سوى بحساب ، ورغم حرصة على ألا
تفوته أى من المحاضرات ، إلا أنه كثيرا ما كان يستأذن لأداء الصلوات ، وكان
الجميع يحترم إصراره على القيام للصلاه وكان أساتذته فى الجامعة يسمحون له
بالإنصراف ليؤديها فى وقتها .
بدأ (عطا) فى التردد على المسجد فى
(ألمانيا) ، وبالتالى أصبح من أعضاء الجالية الإسلامية فى (هامبورج) ، يقول
عنه صديقه (محمد بلفاس) -وهو أحد المشتبه فيهم لدى الالمان أنه يخفى
أسرارا عن عملية سبتمبر- يقول (بلفاس) أن محمدا كان رغم تردده على المسجد
وحبه لتقديم الخدمات والمساعدات لاصدقاءه ، إلا أنه لم يكن يحب المشاركة فى
الأنشطة الإجتماعية التى يقيمها المسجد .
(نادر العبد).. صديق (محمد عطا) والذى كان
حتى وقت قريب على قائمة الإشتباه فى معرفته بالمزيد من الأسرار حول أحداث
سبتمبر لم يجد سوى (محمد عطا) صديقه المقرب خيرا للقيام بمهمة إقناع زوجة
(نادر) الألمانية بالدخول فى الإسلام ... تقول الزوجة أن (عطا) كان أفضل
من كلمها عن الإسلام ، وأنه لم يحاول أن يغير من رأيها أو يجعلها تميل نحو
كفة الإسلام ، كل ما قام به أنه أعطاها معلومات (محايدة) عن العقيدة
الإسلامية وأجاب على اسئلتها الكثيرة بمنتهى الصبر ... ولم تمر شهور معدودة
على لقائها بعطا حتى أشهرت إسلامها .
حصل (عطا) على شهادة الماجيستير فى تخطيط
المدن ، وكانت رسالته للماجيستير عن منطقة (خارج باب النصر) ، والتى زارها
عام 1994 وجاء فى مقدمة رسالته للماجيستير الأية القرأنية الكريمة التى
تقول : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ) سورة الأنعام
وفى عام 1995 أدى عطا فريضة الحج فى
الأراضى السعودية .. ويذهب الإعتقاد إلى أنه تم تجنيده للعمل لحساب تنظيم
القاعدة اثناء هذه الفترة .
عطا (إلى اليمين) فى أحد كهوف أفغانستان بعد تجنيده
وفى حياة (عطا) فترة مجهولة لا يستطيع أحد
الجزم بما فعله فيها ، وتمتد حتى عام 1998 إلا أن أغلب الظن أن (محمد عطا)
كان يتردد على (أفغانستان) لمقابلة زعماء تنظيم القاعدة ، عبر مسارات
طيران معقدة
وفى عام 1996 تردد (عطا) على مسجد (القدس)
.. وهناك كتب وصيته الأخيرة .. كان فيها الكثير من الفقرات حول الطريقة
التى يفضل أن يتم تغسيلة وتكفينه بها ، وأوصى بألا تزور قبره إمرأة ، وألا
يمشى فى جنازته من كان على خصام معه فى الدنيا .
لكن هل كان يعلم (عطا) أن جثته لن يكفنها
أحد لأنها ستذوب مع من ذابوا فى حطام مبنى التجارة العالمى ؟ هل كان يعلم
أن قبره لن يعلمه أحد حتى لحظة كتابة هذه السطور ؟
فى الواقع لا نجد إجابات شافية على هذه
الأسئلة .. كل ما هنالك أن تنظيم (القاعدة) كان يسعى لعمل ضربة إرهابية
موجعة داخل الأراضى الأمريكية .. العقلية السعودية لأسامة بن لادن ور(مزى
بن الشيبة) المنسق العام لعملية الحادى عشر من سبتمبر كانت تفكر فى ضربة
ضخمة تتكلف الكثير من التخطيط والإنفاق ، وكان الإتجاه العام لهم أنذاك
يتمثل فى ضرب المفاعلات الذرية الأمريكية ! إلا أن هذه الخطة فشلت نتيجة
تدابير الأمن المحكمة حول هذه المفاعلات ، وكانت الخطة الثانية تتمثل فى
ضرب (البيت الأبيض) بالطيران المدنى ، إلا أن هذه الخطة أيضا بائت بالفشل
نتيجة تعقيد مسارات الطيران فوق هذا المبنى عالى الحساسية لدى الأمريكيين .
كان لدى (القاعدة) وفرة فى الإستشاهديين والأموال على حد سواء ، ولا ينقصهم سوى العقل المدبر الذى يجمع كل هذه الخيوط بعضها ببعض .
هنا ظهر (عطا) كطوق نجاة لدى قادة القاعدة
، كان عطا بمثابة (سمسار) لفكرة جهادية عالية الجرأة و (الفهلوة) لا تسطع
سوى فى عقلية مصرية خالصة تعلمت مع الوقت إستعمال أقل الإمكانات لتحقيق
أعلى النتائج ، فإذا إلتقى هذا الجانب (الفهلوى) من التفكير مع الجانب
العلمى والذكاء الحاد الذى كان يتمتع به (عطا) بشهادة كل من عايشوه ، يمكن
تخيل كيف ولدت فكرة الحادى عشر من سبتمبر ، وكيف لاقى إقتراح (عطا) بخطف و
إستعمال 4 طائرات مدنية أمريكية لضرب 4 أهداف مدنية أمريكية فى أوقات
متزامنة بواسطة أقل عدد من الرجال وأقل قدر من الأموال إستحسان قادة
(طالبان) .
كانت الفكرة مختمرة فى عقل (عطا) .. فقط
كان يبحث عن جهة ما فى مكان ما تساعده فى التمويل المادى والبشرى المتمثل
فى عدد من الشباب الناقم على الولايات المتحدة والذى يسعى لإنجاز ما يسميه
المجاهدين (غزوة مباركة) ويسمية الأمريكيين (عملية إرهابية) .
وأغلب الظن أن (عطا) كان سيقوم بعرض
الفكرة على أى تنظيم أخر فى حالة رفض قادة القاعدة لفكرته ، فبينما ظنت
القاعدة أنها نجحت فى تجنيد عطا ، كان هو يستعملهم لتمويل فكرته الخاصة عن
الجهاد .
رمزى بن الشيبة . المخطط العام للعملية وهكذا تم البدء فى التخطيط لما أسماه
(رمزى بن الشيبة) و (محمد عطا) و (أسامة بن لادن) بغزوة منهاتن بإشراف
الأول وتخطيط الثانى وتمويل الأخير .
على الرغم من البدائية التى يبدو على
إسلوب تنظيم (القاعدة) فى العمل ، إلا أن عقلية هؤلاء الذين دوخوا الروس
بتمويل الأمريكان ، وحيروا الأمريكان بتمويل بن لادن ، كانت أشبه بعقلية
رجال المخابرات فى الدول المتقدمة .. لذلك حرصت العقول المدبرة للعملية على
ألا يعلم بأمر العملية سوى أقل قدر من الرجال ، وكان الإطار العام للخطة
يقوم على أن يقوم (عطا) وثلاثة رجال أخرين بتعلم كيفية الطيران من خلال
مدارس طيران أمريكية وألمانية ، لم يعلم الثلاثة السبب من تعليمهم الطيران ،
كل ما علموه أنهم سيقومون بعمل ما فى مكان ما فى تاريخ ما ...
وفى كهوف (أفغانستان) كان 19 شابا أخرين
يتدربون على أقسى تدريبات القتال اليدوى والسلاح الأبيض ، كان هؤلاء من تمت
تسميتهم بـ(العضلات) ، وكانت مهمتهم السيطرة على الطائرات المخطوفة ومنع
رجال الأمن والركاب من إفساد العملية .. هؤلاء أيضا لم يعلموا سوى أنهم
سيقومون بعمل ما فى مكان ما فى تاريخ ما ...
رخصة الطيران التى حصل عليها (عطا) يقول (أرنى كراوتهوفت) مدير مدرسة
(فلوريدا) للطيران ، والتى دربت (زياد الجراح) على الطيران أن (زياد) كان
شخصا لطيف المعشر ، يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة ، بالإضافة لعدة
لغات أخرى ، وكان إجتماعيا يشارك فى حفلات الشواء التى تنظمها المدرسة بعد
إنتهاء ساعات التدريب .
إتفق (رودى ديكر) صاحب مدرسة (هافمان)
للطيران –والقريبة من مدرسة( فلوريدا)- على نفس ما قاله (كراوتهوفت) بخصوص
(مروان الشحى) ، إلا أن رأيه إختلف فى محمد عطا حيث وصفه بأنه كان مغرورا
يتعامل كأنه أعلى من الجميع .. ثم أضاف أن نظرة عينية كانت مرعبة وكأنها
نظرة الموت ذاته !
أثناء فترة التدريب لاحظ (تيرى ليكلو)
مدرب (مروان) و(عطا) أن مستواهما ليس جيدا فيما يتعلق بالهبوط والإقلاع
بالطائرة ، وأنهما يركزان على تعلم كيفية التحكم بالطائرة فى الجو ، وبشكل
عام يقول (ليكلو) أن مستواهما لم يكن جيدا لقيادة طائرة بشكل كامل ، فقط
كان كافيا لمنحهما رخصة لقيادة الطائرات .
دفع (محمد عطا) و(مروان الشحى) قرابة
الأربعون ألف دولار مقابل دروس تعليم الطيران ، دفعها عطا بشيكات تابعة
لحساب مصرفى فى بنك (ست تراست) بعد أن قام مواطن إماراتى يدعى (مصطفى أحمد
الهوساوى) بتحويلها الى الحساب المصرفى بعد تسلمها من تنظيم القاعدة عبر
شبكة من التحويلات البنكية درئا للشبهات ، سأل (بيكر) مدير المدرسة (مروان)
عن سبب قيام (عطا) بدفع تكاليف تعليمه فأجابه (الشحى) أنه عمه وأنه يتكفل
بالتفاصيل المادية .
فى فترات متزامنه فى العام 2000 حصل الرجال الأربعة على رخص قيادة الطائرات ، وبدأ الطريق نحو التنفيذ يتضح شيئا فشيئا ...
بعدها طار (عطا) إلى أسبانيا ليتدرب على محاكى الطائرات العملاقة مثل يوينج 767 ، من هناك طار إلى ألمانيا مرة أخرى .
قبل ساعة الصفر بأسابيع قليلة دارت محادثة
بريئة بين الفتاة الألمانية (جينى) وحبيبها يخبرها فيها بالتطورات الجديدة
فى حياته .. كتب العاشق المتيم لحبيبته بألمانية سليمة :
سيبدأ الفصل الدراسي الأول بعد ثلاثة
أسابيع، ليس هناك أي تغييرات، كل شيء يسير على ما يرام، وهناك مبشرات جيدة
وأفكار مشجعة، مدرستان للدراسات العليا وجامعتان، كل شيء يسير حسب الخطة،
هذا الصيف سيكون بالتأكيد حاراً، أريد أن أتحدث إليكِ عن بعض التفاصيل،
تسعة عشر شهادة للدراسة الخاصة، وأربعة امتحانات، سلامي للبروفيسير. إلى
اللقاء.
لم يكن هذا الشاب سوى (محمد عطا) ولم تكن
الفتاة الجميلة سوى (رمزى بن الشيبة) ولم تكن الرسالة بأكملها سوى رسالة
مشفرة عن تفاصيل سير الخطة ، أترك لذكائك معرفة شفراتها بنفسك .
أصبحت الصورة الأن أكثر وضوحا بالنسبة للفرق التى ستقوم بتنفيذ العمليات وكانت كالتالى:
فريق زياد جراح (أبو طارق)، أحمد الحزنوي
(ابن الجراح)، أحمد النعمي (أبو هشام)، سعيد الغامدي (معتز)، عُهد إليهم
بنسف مقر السلطة التشريعية Capitol hill الكونغرس، أو بلغة الترميز المتفق
عليه كلية القانون.
فريق هاني حنحور (عروة)، خالد المحدار
(سنان)، نوَّاف الحازمي (ربيعة)، ماجد مقعد (الأحنف)، سالم الحازمي (بلال)،
عُهد إليهم بشل العقل العسكري لأعظم قوة في العالم مقر وزارة الدفاع
(البنتاجون) أو بلغة الترميز المتفق عليه كلية الفنون الجميلة.
فريق مروان الشحي (أبو القعقاع)، حمزة
الغامدي (جليبيب)، مهند الشهري (عمر)، أحمد الغامدي (عكرمة)، فايز راشد
(أبو أحمد) عُهد إليهم باستئصال البرج الجنوبي لرمز الهيمنة التجارية
الأميركية مركز التجارة العالمي
بينما استأثر محمد عطا أو أبو عبد الرحمن
وفريقه عبد العزيز العمري (أبو العباس)، سطام السقامي (عزمي)، وائل الشهري
(أبو سلمان)، وشقيقه وليد الشهري (أبو مصعب) استأثر بالبرج الشمالي لما
سماه هو بنفسه ترميزاً كلية التخطيط العمراني.
أيقظ (محمد عطا) صديقه وأستاذه (رمزى بن الشيبة) من نومه بإتصال دولى يخبرة فيه عن لغز أطار النوم من عين (بن الشيبة) ...
قال عطا : عصايتين وبينهم شرطة .. وكحكة فيها عصاية بشكل الشمسية !
أغلق (بن الشيبة) الهاتف وقد عرف أن (عطا) كان يخبره بموعد التنفيذ من خلال اللغز مكتوبا باللغة الإنجليزية : 11 – 9
كان موعد التنفيذ يقترب بشكل مخيف ..
وكانت رتوشا نهائية يجب وضعها ... بات (محمد عطا) فى فندق قريب من المطار ،
وبدأ يراقب موعد إقلاع الطائرات وهبوطها ... قام بتحويل مبلغ 8 ألاف دولار
فاضوا عن حاجته إلى (الهوساوى) هذا المواطن الإماراتى الذى طار بها إلى
باكستان .
سافر (عطا) إلى جنوب البلاد على الرغم من
أن أبراج التجارة العالمية فى الشمال .. كان يسعى لأن يستقل رحلته عن طريق
عمل (ترانزيت) علما منه أن ركاب الترانزيت يمرون بإجراءات أمنية أقل من
الركاب العاديين .
فى أخر أيامه على وجه البسيطة .. قضى
(محمد عطا) ليلته فى فندق بجوار مطار (بورتلاند) فى إنتظار موعد إقلاع
رحلته إلى مطار (بوستن لوجان) ... كان يقرأ القرأن ويتدبر كلماته .. وكان
يستعد لرحلة ذهاب بلاعودة .. لما يراه الأمريكيين إنتحارا ويراه هو ...
جهادا فى سبيل الله .
فى اليوم التالى ... الحادى عشر من سبتمبر
2001 ساعات قليلة وتبدأ أكبر عملية إنتحارية على وجه الكرة الأرضية .. وصل
(سطام القسامى) و(وائل الشهرى) وشقيقة( وليد الشهرى) إلى المطار ..
ينتظرون جميعا وصول القائد( محمد عطا) .. إلا أنه وصل متأخرا .. تأخر موعد
هبوط طائرته ، وإستبد القلق بالجميع حول إمكانية القيام بالعملية فى الوقت
المناسب ...
بعد لحظات من القلق وصل (محمد عطا) ورفيقه
، وإستقل الفريق الإنتحارى رحلة (أمريكيان إيرلاينز) رقم 11 .. إختارها
(عطا) من بين العديد من الرحلات ، كونها أمريكية والأكثر إمتلاءا بالركاب
والوقود ... أسرع عطا ورفاقه الى الطائرة قبل أن تقلع ، إلا أن حقيبته ظلت
فى المطار ولم يسعف الوقت العاملين فى المطار بتوصيل الحقائب .. وجدت سلطات
التحقيق الأمريكية بها نسخة من أذكار (أبى العباس) ووصاياه للمختطفين
بتلاوة دعاء الركوب ، وإستحضار نية الجهاد ، والتكبير عند الإلتحام لأن
التكبير يلقى الرعب فى قلوب الكافرين !
جلس عطا بالمقعد (8D) بدرجة رجال الأعمال .. كان إختياره للمقعد يتيح له حرية الحركة والهجوم المباغت ، والقرب من كابينة الطيار ...
بعد لحظات من إقلاع الطائرة بسلام ، بدأ
الفريق الإنتحارى بتنفيذ ما تدربوا عليه شهورا طويلة .. قام من سماهم
المخططون بـ(العضلات) بإثارة هلع الركاب والتهديد بقتلهم جميعا وتفجير
الطائرة .. إستطاعو السيطرة على رجال أمن الطائرة والمضيفين (باربارا
أريستيغوي)، و(جيفري كولمان)، و(سارا لاو)، و(كارن مارتن)، و(كاثلين
نيكوسيا)، و(بتي أونغ)، و(جين روجر)، و(ديان سنيدر)، و(مادلين سويني)..
وتصادف وجود ظابط موساد إسرائيلى فى الطائرة قام أحد المختطفين بذبحة
كالخراف وتم السيطرة على الطائرة وفتح باب قمرة القيادة ليفاجأ الطيار (جون
أوغونووسكي) ومساعده (توماس مكغينس) بأسوأ وأخر مفاجأة فى حياتهم .. وأتاح
المختطفين لمحمد عطا فرصة قيادة الطائرة نحو هدفها النهائى .
فى الثامنة وأربعة عشر دقيقة توقف الإتصال
بين الطائرة وبرج المراقبة ، وتم إغلاق موجة الراديو المسئولة عن الإتصال
فى إشارة مباشرة لكون الطائرة قد تم إختطافها ، بعدها بدقيقتين حولت
الطائرة إتجاهها لتتخذ المسار النهائى لضرب هدفها .
إتصل المضيفان الجويان (أونغ) و(سوينى)
بالسلطات الأمريكية بإستعمال بطاقات إئتمان (كريديت كارد) من الطائرة ،
وحددا بدقة المقاعد التى كان يجلس عليها فريق الإختطاف ، وقالوا فى
المكالمة التى إستمرت 4 دقائق أن فريق الإختطاف قتل إثنان من المضيفين
وذبحوا مسافرا إسرائيليا .
فى الثامنة وثلاثة وعشرون دقيقة أراد
(محمد عطا) إيهام المسافرين أن ما يحدث مجرد عملية إختطاف عادية لا يراد
لها التحول لعملية إنتحارية فضغط على زر التحدث للركاب ، إلا أنه أخطأ فضغط
على زر إرسال الرسالة لبرج المراقبة الأرضى فوصل صوته للعاملين فى برج
المراقبة وهو يقول للركاب : "لدينا بعض الخطط، ابقوا هادئين وستكونون بخير.
نحن عائدون إلى المطار."، وقال بعد دقيقة:"لا يتحركنّ أحد، كل شيء سيكون
بخير. إذا حاولتم التحرك، فستعرضون أنفسكم والطائرةَ للخطر، ابقوا هادئين
فحسب."
قبل إنطلاق الطائرات المقاتلة طراز F16
لتحيط بالطائرة المخطوفة بست دقائق كاملة ، كان محمد عطا يشحذ خبراته
المحدودة فى الطيران ليستدير بالطائرة بإتجاه مانهاتن ... تحديدا البرج
الشمالى لمبنى التجارة العالمى ...
فى عين (عطا) لاح البرج الشمالى للمبنى
ككتلة ضخمة بعيدة ، سرعان ما أصبحت تقترب ويزيد حجمها لحظة بعد أخرى ..
بداخل المبنى ما يزيد عن 2000 شخص ، وبداخل الطائرة التى تطير بسرعة تزيد
عن 750 كيلومتر فى الساعة بحمولة ما يزيد عن 10 ألاف جالون من الوقود
القابل للإشتعال بداخلها 92 شخصا ...
لا يعلم أحد على وجه الأرض ما الذى كان
يدور فى عقل (عطا) فى هذه اللحظات النهائية .. ولا يعلم أحد على قيد الحياة
ما الذى رددته شفتاه فى أخر كلماتها .. ولا يدرى رجال التحقيق الأمريكى
ولا رجال القاعدة ولا حتى كاتب هذه السطور كيف إستطاعت أعصاب محمد عطا تحمل
فكرة أن يدخل بالطائرة فى المبنى بنسبة نجاة تقل بكثير عن الصفر .. وكيف
إستطاع أن يظل ممسكا بمقود الطائرة حتى فى أخر لحظاته ليدخل بهذا العنف
والدقة الى منطقة ما بين الأدوار 93 و 99 فى المبنى العملاق ....
كل
ما يمكن قوله أن 92 شخصا (5 مختطفين ، 81 مسافر ، 11 طاقم الطائرة) تحولوا
فى لحظة لفتات من اللحم المحترق المختلط بالعظام المفتفته أمام كاميرا
(جولز ناودت) المصور الفرنسى الذى تصادف تصويرة للبرج لحظة الإصطدام ،
وأمام كاميرا الويب لمعرض فنى يصور مدينة مانهاتن من الأسفل ...
يمكن مشاهدة هذا الفيديو للهجمات بالضغط هنا ، يظهر الفيديو أيضا مشاهد سقوط الناس من نوافذ المبانى بعد الأحداث
https://www.youtube.com/watch?v=rJfy-cHkkmM
أيضا وقع أكثر من 1500 شخص فى ورطة قاتلة
بعد أن دمر الإصطدام العنيف كل السلالم والمصاعد التى توصل الطوابق العلوية
من المبنى بالطوابق السفلية .. إضطر الكثير من هؤلاء للقفز من نوافذ
المبنى لتتحطم أجسادهم بعنف على أرض مدينة مانهاتن ، وإلتقطت الكثير من
الكاميرات مشاهد مؤسفة بشعة لليائسين الذين إختارو الموت تهشما على الموت
حرقا أو إختناقا .
إضغط هنا لمشاهدة فيديو لمشاهد القفز من نوافذ برج التجارة العالمى
https://www.youtube.com/watch?v=2d3K0QuXL24
حملت المصاعد المحطمة الكثير من الوقود القابل للإشتعال وإنهارت إلى الطوابق السفلى مسببة العديد من الإنفجارات المهولة .
بعد دقائق من الإرتطام لم تحتمل أساسات
المبنى كمية الحرارة الناتجة عن الإنفجار فذابت .. وإنهار المبنى على نفسه
بغته كسيجارة فى فم مدخن محترف .. مات فى الإنهيار المفاجىء العديد من رواد
المبنى .. ذابت لحومهم وعظامهم مع لحوم وعظام رجال الإنقاذ الذين دخلوا
المبنى بمجرد الإرتطام ...
غطى الدخان والرماد أنحاء واسعة من مدينة
مانهاتن ، خصوصا بعد إنهيال البرج الثانى بعد إرتطام الطائرة الثانية به ،
وتناثرت أشلاء الضحايا فى الشوارع الخلفية المحيطة بالتوأمين العملاقين
وغطت بعض قطع اللحم المتناثرة أسقف السيارات التى تركها أصحابها وفروا خوفا
من أن يطالهم الركام والنار ...
بعد فترة وجيزة من الأحداث المؤسفة ، بدأ
عدد كبير من المحللين السياسيين والعسكريين فى بحث المعلومات التى أخذت
تظهر واحدة تلو الأخرى عن المختطفين وميولهم السياسية والدينية .. وبدأت
معها الكثير من نظريات المؤامرة فى الظهور ...
والد محمد عطا يقول المشككين فى قيام (محمد عطا) بقيادة
الطائرة الأولى للإرتطام بالبرج الأول أن قدرته على الطيران والتحكم فى
الطائرة والدوران بها بهذه الزاوية الصعبة على الرغم من كونها طائرة مدنية
غير مخصصة لعمل مثل هذه المناورات ، إلا أن المؤكدين للرواية الأمريكية
للأحداث – ومنهم من قاموا بتدريب عطا على الطيران – قالوا أن تحطيم الطائرة
لا يحتاج لأى خبرة خاصة من أى نوع .. يكفى أن تتقن الخبرات الأساسية
لتستطيع الدخول بالطائرة للمبنى بالطريقة التى قام بها (عطا) .
نظرية تشكيك أخرى أثارها الكثير من رواد
المنتديات العربية بعد أيام من الحادث تقول أن الصورة الشهيرة لعطا والتى
نشرتها أجهزة الأمن الأمريكية هى فى الأساس لرجل ميت ، وحاولوا الربط بين
عدم إنعكاس الإضاءة على عينه اليمنى ، وكون الظل الناتج عن تصويرة ينحدر
لأسفل وليس لأعلى يدل على أن الصورة ألتقطت للرجل وهو مسجى أرضا وليس واقفا
مما يدل على أن الإدارة الأمريكية قامت بتصوير أشخاص ميتين على أنهم
القائمين بالأعمال الإرهابية ، إلا أن هذه النظرية سرعان ما لم تلاقى
الإهتمام الكافى بعد عدم تشكيك خبراء التصوير العالميين فى هذا الإدعاء ،
بالإضافة لنشر الإدارة الأمريكية لصور لعطا وهو يسحب أموالا من ماكينة صرف
أموال مجهزة بكاميرا ، بالإضافة للعديد من الصور الأخرى لـ(عطا) فى المطار
أثناء الإجراءات الأمنية .
أخر صورة لمحمد عطا فى المطار قبل إقلاع الطائرة أقوى إدعاءات التشكيك كانت من والد (عطا)
شخصيا والذى إدعى أن إبنه لم يذهب الى الولايات المتحدة قط ، وأن قدراته
الجسديه لا تؤهل له القيام بهذا العمل العنيف ، ويقول الأب أيضا أن الإدارة
الأمريكية تتكتم على حقيقة ما حدث لإبنه ، وأنه إما محتجزا فى الولايات
المتحدة وإما تم قتله لحساب التغطية على أخبار العملية وتلفيق الأحداث
للعرب ونفى التهمة عن المسئول الحقيقى وهو الموساد الإسرائيلى بحسب تصريحات
والد عطا .
إلا أن رأيى الشخصى أن كل ما يقوله والد
(محمد عطا) يتناسب مع أب فقد إبنه فى حادث أليم فلم يتحمل عقله أن يكون
إبنه هو المسئول الأول عن أكبر عملية إرهابية فى تاريخ الكوكب وأصيب بما
يشبه اللوثة العقلية التى دفعته لمثل هذه التصريحات المتضاربة .
نظرية المؤامرة الوحيدة التى أحترمها هى
تلك التى تقول أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم أن أمرا ما سيحدث فى مكان ما
وفى زمن ما .. وأنها قررت تسهيل الأمر على الإرهابين وغض الطرف عن 19 شابا
كان بعضهم على قوائم المطلوبين لدى الإدارة الأمريكية وعلى الرغم من ذلك
إستطاعوا دخول الولايات المتحدة بمنتهى السهولة ، فعلت الإدارة الأمريكية
كل هذا لتعطى المبرر أمام مواطنيها لشن الحرب على العراق وأفغانستان وغيرها
من الأحداث التى تلت الحادى عشر من سبتمبر .
الكثير من الدلائل السابقة تؤكد أن
الإدارة الأمريكية قد تلجأ لمثل هذا التصرف ، ففى العديد من الحروب التى
خاضها الأمريكيين فيما قبل قامت الإدارة الأمريكية بتسهيل حدوث بعض
العمليات الإرهابيه يسقط فيها بعض القتلى والجرحى المدنيين حتى تستطيع
الإدارة الحصول على المخصصات المادية الازمة دون إعتراض ممثلى الشعب .
الذى إختلف هذه المرة (على حسب قول أتباع
هذا الإسلوب فى التفكير) هو أن العملية الإرهابية خرجت عن السيطرة وأدت
لنشوب ما يشبه الحرب الخاطفة على الشعب الأمريكى ، خسر فيها الأمريكان
كثيرا من الأبرياء .. كثيرا من المبانى الهامة .. وكثيرا جدا من الكرامة
والقوة .
وإن كانت التبريرات ونظريات المؤامرة
ونظريات الإثبات .. كل هذا يمكن الإتفاق أو الإختلاف معه ، إلا أن مالايمكن
إنكاره بأى حال من الأحوال ، أن ما قام به (عطا) ورفاقه قد غير شكل الكون ،
وأعاد كتابة التاريخ من جديد .